اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
محاضرة بعنوان المسلم بين عام مضى وعام حل
8502 مشاهدة print word pdf
line-top
المسلم يحرص دائما على ما ينفعه

بقي لنا القسم الثالث الذي هو خير الأقسام والذي نحث فيه الإخوة على أن يكونوا كذلك، فنقول: أيامنا هذه إذا شعرنا بأنها رأس مالنا فإن علينا أن نستغلها فيما ينفعنا. فإذا كنت فارغًا ليس عندك عمل، كأوقات العطل الدراسية ونحوها، وكذلك وقتك الثاني الذي بعد انتهائك من عملك من وظيفتك.
إذا كنت فارغا في أول الليل أو في آخر النهار أو في أول النهار ننصحك بأن تستغل هذا الوقت في الشيء الذي يفيدك، فإنك ستجد ما يفيدك، فمثلا تأخذ القرآن وتقرأ فيه، وتتحفظ منه ما تستطيع، أليس ذلك طاعة؟ هؤلاء الذين يقولون: نحس بالفراغ. نقول لهم: لماذا لا تتحفظون كتاب الله؟ هل أنتم أتيتم على كل شيء، وأتيتم بكل مطلوب؟ بقي عليكم مطلوب واحد وهو حفظكم للقرآن. لماذا لا تجعلون مجتمعكم هذا دراسة لكتاب الله تعالى؟ كل واحد منكم يأخذ المصحف ويقرأ واحد والآخر يعرض عليه قراءتهم، ويتزودون إلى أن يحصلوا على ما فيه فائدة في حفظهم لهذا الوقت الثمين.
كذلك أيضا لو أنهم إذا ملوا أو ضجروا من كثرة تردادهم للسورة أو للآيات أو نحو ذلك اشتغلوا بمعرفة معانيها، اشتغلوا بكتب التفسير، وسألوا عن معناها حتى يستفيدوا، حتى إذا حفظوا اللفظ عرفوا المعنى فأفادوا أنفسهم؛ لأن الفائدة تتم بمعرفة اللفظ ومعرفة المعنى أليسوا مخاطبين بذلك؟ أليسوا مأمورين بأن يكونوا كذلك؟
كذلك أيضا هناك أشغال أخرى يستطيعون أن يشغلوا بها هذا الوقت؛ ويكونون بذلك حافظين لوقتهم، فلو –مثلا- أنهم اشتغلوا بالذكر بالأدعية وبتأمل معانيها بالتسبيح والتكبير، وتعرف معنى سبحان الله ومعنى الله أكبر ومعنى لا إله إلا الله.
أغلب الذين يعمرون تلك المجالس لا يعرفون معاني سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله، وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. يتكلمون بها وهم لا يدرون ما معناها، فلو أنهم جعلوا من وقتهم ما يتعلمون به معاني هذه الأذكار.
كذلك إذا دعوا الله تعالى تعرفوا وتأملوا معاني ما يدعون به، فلا يمضي عليهم زمان وإلا قد استفادوا منه. أليس ذلك خيرًا لهم؟
كذلك أليسوا بحاجة إلى التفقه في الدين؟ نعم إنهم بحاجة إلى ذلك. فليس كل أحد قد أحرز العلم؛ بل إن عليهم نقصًا كثيرًا؛ يدل على ذلك ما يقعون فيه من الأخطاء الكثيرة.
مثال قريب وهو أداء مناسك الحج. الإنسان قد يمضي عليه ستون سنة أو سبعون سنة أو خمسون سنة، وهو لم يحج، ومع ذلك لم يتعلم كيفية أداء المناسك، فإذا حج وقع في مخالفات، وارتكب شيئا من المحظورات، وترك شيئا من المأمورات، وقدم وأخر.
لماذا لم تجعل سنة أو شهرا تتعلم فيه قبل أن تبدأ في هذا العمل؟ ألست فارغا؟ ألا تحس بفراغ؟ ما مر بك وقت وأنت متفرغ فيه؟ مرت بك سنوات وأنت ليس عندك من الشغل ما تنشغل به.
ومع ذلك أنت بحاجة إلى التفقه فكيف -مع ذلك- لا تحفظ في وقتك شيئًا من التفقه؟ هذا بالنسبة إلى هذا النسك.
هناك أيضا أعمال أخرى بحاجة إلى معرفتها. الذي عنده مثلا أموال زكوية قد لا يعرف مصارفها، ولا يعرف قدر إخراجها، ولا يعرف قدر المخرج منها ونحو ذلك، وهو مع ذلك فارغ. متفرغ عنده وقت واسع، ومع ذلك لا يشغل وقته بشيء من الاشتغال الذي يفيده؛ بل يكون شغله في لعب أو لهو أو سهو حتى تمضي عليه أيام متتابعة وأشهر وسنوات دون أن يعرف الأحكام التي هو منوط بها.
كذلك بالنسبة إلى فعل المحرمات ونحوها. كثير من الناس لا يعرفون المحرمات فيقعون فيها، أو يقعون في المكروهات وهم لا يشعرون؛ وذلك لأنهم سقطوا؛ حيث لم يتعلموا، والواجب عليهم أن يتعلموا الشرور حتى يتجنبوها كما يتعلمون الواجبات ليفعلوها ويؤدوها كاملة كما أمر الله تعالى بها، فبذلك يكونون قد حققوا ما خلقوا له.
فإذن هذه الأوقات والأيام والليالي التي تمر بنا، ونحن في فراغ، كيف مع ذلك لا نستغلها ونعمل فيها الأعمال الصالحة التي ننجو بها عند الله تعالى، ونسلم بها من مسئولية تضييع الأوقات.
وكذلك تفويت الفرص والمناسبات والوظائف اليومية أو الشهرية أو الأسبوعية أو نحوها، تفويت هذه الوظائف، تفوت علينا ونحن لم نشتغل لها، ولم نعرف قدرها؛ فنتأسف بعدما تمضي، وذلك لأن الكثير من الناس إنما يتأسفون على العمل بعدما يمضي وقته، وإذا فات لا يمكن تداركه.
إذا فوت إنسان مصلحة في زمن من الأزمان ثم سأل عنها فقيل: وقتها قد مضى. قال: ليتني تذكرت، ليتني عرفت حتى أستغل ذلك الوقت أعمل فيه عملا صالحا يقربني إلى الله. لماذا لم تتعلم قبل ذلك؟ وتسأل وتتحقق حتى تعرف أنك مسئول عن ذلك؛ فتهتم بالعمل قبل أن يفوت أجلك؟
وخلاصة ما قلنا: أن المسلم يحاسب نفسه عندما يستقبل يوما، فضلا عن شهر فضلا عن سنة يحاسب نفسه ماذا سيعمل فيه؟ وإذا مضى وانقضى رجع أيضا يحاسب نفسه؛ ماذا عمل فيه؟ وكذلك إذا مر به يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة تذكر الحوادث التي حدثت في مثله، في الأزمنة الماضية ونحوها وتذكر من مات ومن ولد، وما حصل من وقائع وحوادث وأخذ منها عبرة، وتفصيل ذلك يطول.
ومن جملة ما يتجدد في هذه الأيام ذكرى الهجرة النبوية؛ وذلك لأن التاريخ يبدأ من شهر محرم، ويبدأ من سنة الهجرة النبوية وهي هجرة النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة فيذكرون في هذه المناسبة سبب الهجرة، وكذلك آثارها على الإسلام والمسلمين ونحو ذلك، والكلام فيه أيضا مشهور ومعروف.
فالحاصل أن نهتم -إن شاء الله- بأعمارنا فنستغلها بما يفيدنا وينفعنا، ونعرف أن الذي ينفعنا حق المنفعة هو الأعمال الصالحة، وأنا مأمورون أيضا بأن نشتغل لدنيانا بقدر ما نحتاج إليه، ولكن لا نجعلها شغلنا الشاغل، بل نعمل للآخرة فهي الأصل، وإذا عملنا لآخرتنا فإن الله تعالى يرزقنا ويسهل لنا أسباب الرزق، ويدفع عنا المكاره والنصب والتعب.
فبذلك نكون -إن شاء الله- قد حفظنا أوقاتنا واستغللناها فيما يفيدنا ولم يمض علينا شيء نحاسب عنه، ونسأل عنه فلا نجد له جوابا.
ونسأل الله أن يرزقنا الاستعداد للقائه، والتأهب للحساب عند الوقوف بين يديه، ونسأله أن يرزقنا الانتباه لأنفسنا، وحفظ أيامنا وليالينا، والاشتغال بما يقربنا إليه، والابتعاد عما يشغلنا ويلهينا عن التزود لآخرتنا، كما نسأله سبحانه أن يقينا شح أنفسنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن نزغات الشيطان، وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب، والله تعالى أعلم، وصلى الله على محمد

أسئـلة
س: سائل يقول: ما هو القول المأثور عند انتهاء العام إذا قابلني أخ لي في الله؟ وهل ورد قول في ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لا أتذكر أنه ورد شيء؛ ولكن الدعاء والتبريك مأمور به بكل مناسبة، فإذا قلت مثلا: بارك الله لك في عامك، أو وفقك الله لعام جديد أو عمر مديد أو نحو ذلك من الأدعية المباركة، وكذلك ما اشتهر من قولهم: كل الأعوام وأنت بخير، أو ما أشبه ذلك، أنت بخير في كل يوم أو في كل عام لا بأس بذلك إن شاء الله، وإن لم يكن فيه شيء مأثور يعني: منقول نقل الآثار، ولكن هذه من الأدعية، والأدعية لا يلزمها أن تكون توقيفية.
س: سائل يقول: ذكرت بأن أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم كما قال صلى الله عليه وسلم فهل ورد عن صيام شعبان شيء؟
نعم. ثبت في الصحيح عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان إلا قليلا كان أكثر ما يصوم بشهر شعبان. كان يصوم شعبان إلا قليلا، وثبت عنه أنه سأل رجلا في شعبان قال: هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا؟ يعني: من آخره قال: لا. قال: فإذا أفطرت فصم يومين أو نحو ذلك، فهذا أيضا فيه دليل على استحباب الصيام في آخر شعبان، وبكل حال ذكروا أن الحكمة من صيامه الاستعداد لاستقبال شهر رمضان حتى يكون الصيام سهلا ومرغوبا محببا.
س: سائل يقول : لقد تكررت ظاهرة الكسوف والخسوف في العام الماضي ثلاث مرات لذاك تأخر موسم هطول الأمطار فهل لفضيلتكم من تعليق وتوضيح لذلك.
لا تعليق على ذلك، بل يعتقد أن ذلك كله من تصرف الخالق وحده، فهو الذي إذا شاء حصل هذا الخسوف والكسوف، وإذا شاء لم يحصل، ولو كان له أسباب مشاهدة يعني: من حيلولة الأرض بيننا وبين يعني: من حيلولة الأرض بين القمر وبين الشمس حتى يخسف مثلا، ومن حيلولتها بيننا وبين الشمس أو بيننا وبين القمر، وبكل حال، الأسباب لا تمنع أن تكون بخلق الله تعالى وبتقديره وبتدبيره؛ فهو الذي قدر وخلق وسير الشمس والقمر، كما أخبر بذلك أنه هو الذي يسيرها ويسخرها لقوله: وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وكذلك هو الذي ينزل الغيث بمشيئته ليس لذلك سبب إلا مشيئة الله وحده، فإذا شاء أنزله، وإذا شاء حبسه. قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وقال تعالى: وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا يعني: أحيانا يكون في جنوب البلاد وغيره، وأحيانا يكون في شمالها، وأحيانا يكون في دولة دون دولة، وأشباه ذلك، وكل ذلك بتصرف الخالق وحده، وأحيانا تكثر الأمطار على مدينة وبلدة حتى يشتكوا ويشفقوا من الغرق، وأحيانا يحصل الجفاف على كثير من المناطق والبلاد حتى يحصل يبس الأشجار والنبات، وغور المياه وما أشبه ذلك. وليس لذلك سبب إلا قدرة الله، وإن كان قد ذكر أن من أسباب ذلك كونه عقوبة على بعض المصائب والذنوب، والأدلة على ذلك كثيرة يجدها من بحث عنها.
س: سائل يقول: هل ما نقرأ ونسمع بأن هناك مناطق لا تطلع عليها الشمس إلا بعد ستة شهور أي أن ستة شهور ليل وأخرى نهار فإذا كان ذلك صحيح فكيف الجمع بينه وبين قول الله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ؟
المشهور أن هناك بلادًا يطول فيها النهار في وقت ويقصر فيها النهار في وقت؛ كبلاد بلغاريا وما شابهها، وقد ذكروا ما ذكره السائل من أن هناك بلادًا لا تطلع عليها الشمس إلا في كل ستة أشهر وما أشبه ذلك.
سبب ذلك -والله أعلم- أنها بجانب من الأرض وأن الشمس إنما تجري على محور الأرض المتوسط، والله تعالى هو الذي قدر ذلك وهيأه، وهو الذي يطلع الشمس على ما يشاء؛ ولكن الآيات والأحاديث ونحوها مبنية على العموم. والأكثر الأغلب أن البلاد تطلع عليها الشمس زمنا، وتغيب عنها الشمس زمنا متقاربا متساويا، وإن كان يزيد الليل في الشتاء ويقصر في الصيف في كثير من البلاد، وبعكسها في كثير من البلاد، وكل ذلك من الله هو الذي: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ .
س: سائل يقول: ما حكم صبغ الشعر بالأسود سواء بالأصباغ أو بغيرها؟
الشعر الأبيض يجوز صبغه بالحمرة والصفرة ونحوها وهو سنة، ولا يجوز صبغه بالسواد-السواد الحالك-؛ للنهي عنه وللوعيد عليه، ولما في ذلك من المخادعة ونحوها، وأما الشعر الأسود فتغييره إلى أحمر وإلى أصفر أو نحو ذلك كما يفعله بعض النساء؛ نرى أنه لا حاجة إليه، وكذلك معالجة الشعر إلى أن يتنعم ويصير رقيقا سواء شعر الرأس أو شعر اللحية أو نحو ذلك؛ نرى أنه لا فائدة فيه، وإن كنا لا نحرمه.
س: سائل يقول: هل يجوز للمرأة أن تلبس قفازين أثناء الصلاة؟
القفاز هو ما يفصّل على قدر الكف؛ شُراب اليدين، يجوز للمرأة أن تلبس القفازين وإنما نهيت عنه في الإحرام، فإذا دخلت السوق وأرادت أن تستر كفيها ولبست هذين القفازين فإن ذلك أستر لها، أما في الصلاة فإنها مأمورة بأن تستر جميع بدنها حتى يديها ورجليها، ولا يبدو منها إلا وجهها فقط، فإذا سترت يديها بكميها أو بعباءتها أو بردائها وسترها كفى، وإذا سترت الكفين مثلا بهذين القفازين؛ فالظاهر أيضا أنه يكفي إن شاء الله.
س: سائل يقول: هل يمنع الحبر وصول الماء إلى البشرة؟ وهل يبطل الوضوء؟
الظاهر أنه لا يمنع إذا وقع على إصبعك مثلا حبر أو على كفك أو قدمك نقطة حبر؛ فلا يلزم أن تنظفها قبل الوضوء؛ لأنها لا تردّ وصول الماء؛ بل الماء يصل إلى البشرة فليس من شرط الوضوء إلى أن تزول تلك الأصباغ التي من المداد ونحوه.

س: سائل يقول: والدتي أنجبت إحدى عشر طفلا والآخر في بطنها؛ ولكن في حملها للثلاثة الآخرين من أبنائها تتألم تألما شديدا؛ فهل يجوز لها أخذ حبوب منع الحمل؟
إذا قرر الأطباء عليها ضررا وخطرا على صحتها؛ فلها ذلك، وأما إذا كانت يمكن أن تتحمل فلا يجوز لها ذلك، وتصبر على الألم.
س: سائل يقول: أديت العمرة ومكثت في المسجد الحرام يومين ولم أخرج منه إلا للأسواق المجاورة، فهل يلزمني طواف وداع ؟ أفتونا في ذلك.
العمرة على الصحيح ليس لها وداع، يعني: واجب، وإنما هو مسنون، يعني: يفضل أنه يعتمر لها، فالذي يعتمر ويخرج في يومه يكفيه طواف العمرة عن طواف الوداع، والذي يقيم يوما أو يومين ولو أنه في وسط الحرم، يودع عندما يريد أن يخرج سواء في حج أو عمرة، ولكن وداع الحج واجب من الواجبات، ووداع العمرة سنة وفضيلة.
س: سائل يقول: هل يجوز الاستجمار بالحجارة مع وجود الماء ؟
يكفي. الاستجمار: هو مسح أثر الغائط بالأحجار، والاستنجاء هو غسله بالماء، والأفضل الجمع؛ أن الإنسان بعد التغوط يمسح أثر الغائط بحجارة أو بخرقة أو منديل أو نحوه ليزيل جرم النجاسة، ثم بعد ذلك يغسل أثرها بالماء، فإن اقتصر على الماء كفى، وإن اقتصر على الحجارة أو المسح بالمنديل ونحوه كفى، ولكن لا بد من ثلاث مسحات منقية، والغسل أفضل، يعني: الاستنجاء أفضل من الاستجمار.
س: سائل يقول: لقد رزقت بطفلة قبل ثلاث سنوات، ولكن لم أذبح لها عقيقة، فهل علي إثم؟ وهل يجوز أن أذبح لها الآن؟
يجوز. يعني: عقيقة المولود سنة مؤكدة وآكد ما ورد فيها الحديث الذي يقول: كل غلام مرتهن بعقيقته مرتهن، قيل: إنه مرهون عن نفع أبويه، وقيل: مرهون عن الشفاعة لهما ونحو ذلك، ولكن مع ذلك فإنها ليست واجبة، وأما وقتها فالأفضل أن تكون في الأسبوع الأول بعد أسبوع، وإذا فات فالأسبوع الثاني أو الثالث، وإذا فات فمتى تيسرت ولو بعد سنة أو سنتين أو ثلاثة أو خمس لا يضر التأخير، يتدارك إلى سن المراهقة ونحو ذلك.

س: سائلة تقول: ما حكم الكشف عند إخوان الزوج أو السلام عليهم بالمصافحة؛ وذلك لأن زوجي يأمرني به ويغضب إن تركته؟
لا يجوز. ولا يجوز لها أن تطيع زوجها؛ وذلك لأنهم أجانب. لو طلقها زوجها حلت لأحدهما، أو مات عنها جاز أن يتزوجها أحدهما، فما دام أنهم أجانب فلا يجوز أن تكشف لهم. لا تبدي لهم زينتها. الله بين لنا وحصر الذين تبدي لهم زينتها في قوله: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ إلى آخر الآيات، ولم يذكر إخوان بعولتهن، ولم يذكر بعولة أخواتهن، فزوج الأخت وأخو الزوج أجنبي من المرأة، فلا يجوز لها أن تصافحه، ولا يجوز لها أن تكشف وجهها أمامه، ولا يجوز لها أن تطيع زوجها في ذلك ولو طلقها ولو ضربها لا تطيعه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

س: سؤال: ماذا يفعل من به سلس في البول فهل يتوضأ لكل صلاة علما أن البول يخرج أثناء الصلاة وقبلها وبعدها؟

الذي يبتلى بسلس البول هذا يتوضأ عند دخول الوقت، ويتوضأ لوقت كل صلاة. من لا ينقطع البول معه؛ بل دائما وهو يتقاطر وهو صاحب السلس، ومثله المستحاضة التي يجري معها دم الاستحاضة مستمرا. هؤلاء يتوضئون لكل صلاة، ويصلي أحدهم ولو مع جريان البول وتقاطره، ولو مع جريان الحيض. ويكون في حالة الصلاة طاهرا على صاحبه، نجسا على غيره. ومع ذلك فإن صاحب السلس عليه أن يحرص على تخفيفه أو قطعه أو نحو ذلك؛ فيقدم مثلا التبول قبل الوقت بساعة أو نحوها، ثم يتعاهد التبول إلى أن ينقطع، ويستعمل الاستنجاء الذي هو غسل الفرج بالماء، ويختار أن يغسله بماء بارد؛ فإن البارد يقلص العضو ويسبب إيقافه، فذلك إذا دخل في الصلاة وهو يتقاطر بوله فإن بإمكانه مثلا أن يحفظه، ذلك بأن يجعل أمام ذكره قطنة أو شاشة تمص أو تتلقف ما يتقاطر أو باغة أو نحوها تتلقف ما يتقاطر حتى لا ينجس ثيابه ونحو ذلك.
س: سائل يقول: حججت قبل سنتين قارنا ولم أذبح الهدي فماذا علي ؟
عليك أن تذبحه؛ وحيث إنه قد فات فعليك أيضا دم عن تأخيره، فالقارن هو الذي يحرم بالحج والعمرة جميعا؛ حيث حصل له في سفر واحد حج وعمرة. إحرامه أجزأه عنهما. طوافه وسعيه وتقصيره أجزأه عنهما، فلما حصل له ذلك كان عليه جبرا لذلك ذبيحة كان عليه أن يذبح، ويسمى هدي التمتع، أو هدي القران. فعليه في هذه الحال أن يذبح؛ لكن هذا ما ذبح وقد فات الأوان، مر عليه سنتان؛ فعليه أن يذبح تلك الفدية التي تركها، وعليه عن التفويت وتأخيرها عن وقتها ذبيحة أخرى نسك، فمن ترك نسك فعليه دم.
س: سائل يقول: ما هو القول الفصل في قضية صلاة المنفرد خلف الصف وحده، كيف يتصرف إذا أتى والصف قد اكتمل
ورد فيه حديث أنه: لا صلاة لمنفرد خلف الصف وورد عنه أنه عليه السلام رأى رجلا يصلي خلف الصف فأمره أن يعيد. فنقول: إذا أتيت والصف قد كمل فالتمس فرجة ولو أن تقرب هذا عند هذا، وهذا عند هذا إلى أن يكون بينهم فرجة، فإذا كانوا مكتظين قد تراصوا وليس بينهم فرجة فحاول أن تجتذب أحدا منهم ليصف معك؛ ولكن ليس بالقوة؛ بل برفق، تنبيهه بنحنحة، أو نحو ذلك، وإذا تأخر فإن له أجرا، كما في الحديث: لينوا في أيدي إخوانكم ؛ ولكن إن امتنعوا ولم يتأخر أحد منهم، وكل منهم بخل بمكانه، في هذه الحال حاول أن تخرق الصف وتصف إلى جانب الإمام -عن يمين الإمام- فإن ذلك جائز، فإذا كانت الصفوف كثيرة ولا تستطيع أن تخرقها صفًّا فوق صف، ولم تجد من يقف معك كبر وانتظر، فإنْ صف معك أحد قبل أن تسجد تمت ركعتك، ويرى بعض العلماء أنها تصح إذا بذل الأسباب، ولم يستطع، وصلى وحده عند العذر ولأجل المشقة أنها تصح، ويحصل له فضيلة الجماعة وهذا قريب من الأول.
س: جزاكم الله كل خير. سؤال يقول: أرجو من فضيلتكم توضيح الحكم الشرعي فيما إذا كان الإنسان مسافرا إلى بلد وهو يعلم أنه سيصل في إحدى الصلوات التي تجمع، فهل يجمع تلك الفريضة التي سيصل إلى تلك البلاد ويكون وقت الصلاة
نقول: يجوز الجمع؛ ولكن إذا وصل قبل أذان المجموعة المتأخرة فإنه يعيدها هذا هو المختار؛ لأنه قد انتهى سفره وأصبحت واجبة في ذمته كاملة. مثال: إذا أقبل على البلد وقد دخل وقت المغرب فصلى المغرب تماما والعشاء قصرا في وقت المغرب، ثم وصل البلد قبل أذان العشاء فإنه يعيد العشاء أربعا؛ لأنه صلاها لأنها وجبت عليه بدخول وقتها أربعا، فإن جاء بعدما صليت أو بعدما دخل وقتها بمهلة فإنها تجزيه.
وكذلك نقول في الظهرين إذا صلى الظهر والعصر جمعا وقصرا، وهو مقبل على البلد، وجاء ودخل قبل أن يؤذن للعصر؛ فإنه يعيد العصر، فإن جاء بعدما أذن لها، أو بعدما صليت فإنها تجزيه.
س: في أثناء السفر
هذا إذا وصل إلى بلده التي هو يقصدها، أما إذا كان بلدا مر بها في سفره فإنه يجوز له ذلك، إذا كان مسافرا من مثلا الرياض إلى المدينة ثم إلى مكة ولما أقبل على المدينة جمع الصلاتين ودخل المدينة فإنها تجزيه؛ لأنه يباح له الجمع والقصر نعم.
س: سؤال: إمام صلى بقوم فنسي آية من الفاتحة فذكر بها ولم يعد ما حكم صلاته وصلاة من خلفه؟
إذا ذكر بها وهو في القيام لزمه أن يقرأها، وإن ذكر بها بعدما تم القراءة -تم الفاتحة- لزمه أن يعيد الفاتحة، فإن ذكر بها بعدما ركع فإن صلاته تلك تبطل ركعته؛ فيأتي بركعة فإذا لم يأت بركعة بطلت صلاته، وإذا بطلت صلاته بطلت صلاة من خلفه؛ لأن ترك آية بل ترك كلمة أو ترك حرف من الفاتحة يبطل الصلاة، فإذا تعمد ذلك أو أخطأ فذكر فإنه يلزمه أن يأتي بما ذكره، إذا لم يأت به بطلت ركعته.
س: سائل يقول: في العام الحالي ارتكبت ذنوبا كثيرة فأعزم في الوقت -الآن أن أعزم- أن أتوب لله رب العالمين؛ ولكن كيف ألقى الأعراف من الناس المحيطين بي؟
التوبة بين العبد وبين ربه فيما إذا كانت الذنوب من الذنوب التي هي حق لله كترك عبادة أو فعل محرم تحريما شرعيا، فعليك أن تصدق التوبة بينك وبين الله، وأن تعاهد ربك على ألا تعود ولا يضرك من تنقصك، ولا من استهزأ بك ولا من عابك أو انتقدك بأنك مراء أو أنك وأنك، لا يضرك وسوف تلقى من جلسائك الذين كنت تمشي معهم -جلساء السوء- سوف تلقى نبذا أو تعييرا أو استهزاء -كما يحكون- يحكي كثير ممن تاب أنهم إذا رأوه ذاهب إلى المسجد يقول أحدهم: يا فلان صل معك، صل عني ركعتين، وإذا رأوه وهو لم تنبت لحيته قالوا: يا فلان نبت لك ذقن، أو ما أشبه ذلك فهؤلاء جلساء السوء؛ فلا يضرك قولهم ولا استهزاؤهم، ولو مثلا أنهم تكلموا في عرضك في غيبتك فإنك تحصل على أعمالهم، أما إذا كانت الذنوب من حقوق العباد فلا بد من ردها إليهم، إن كانت أموالا اختلستها أو مثلا أبدانا اعتديت عليها فلا بد من استحلال أهلها إلا إذا كان غيبة –مثلا- أو قذفا أو نحو ذلك، ورأيت أن إخبارهم بذلك فيه إثارة للفتن فعليك أن تمدحهم بدل ما كنت تذمهم ويتوب الله عليك إن شاء الله.
س: سائل يقول: ما حكم الصلاة على البيارة وذلك لأن لدي ملحق في بيتي وضع على البيار؟
نرى أنه لا بأس به؛ وذلك لوجود الحائل المنيع بينك وبين الماء المتنجس ونحوه يعني: الصبات الحديدية والبلاط والفرش وما أشبهه، هذه حوائل وحواجز وهي مخفية ولا يظهر شيء من الريح ونحوه فلا بأس.
س: السؤال يقول: ما هي نصيحتك في بعض الآباء وأولياء الأمور ممن يعارضون في ذهاب أبنائهم مع الرفقة الصالحة بزعم أن في ذلك مضيعة للوقت؟
نرى أن هذا خطأ من الآباء فالأبناء إذا كانوا لهم رفقة صالحون فعلى الأب أن يتأكد من صلاحيتهم ويسأل عنهم فإذا تأكد أنهم رفقة صالحون فلا يجوز له منع ابنه؛ لأنهم يزيدونه خيرا وعمل بر، وإذا تمادى في منع ولده فإن للولد أن يأتي بالوسائل التي تقنع الأب؛ فيأتي إليه برفقته وجلسائه الصالحين ويقول: تفقد هؤلاء الذين أنا أذهب معهم أذهب معهم إلى مكتبة خيرية مثلا أو إلى حلقة علمية أو إلى محاضرة أو ندوة دينية أو ما أشبه ذلك، أو أجلس معهم في مجلس أحدهم، وأشتغل معهم في بحث وفي علم وفي مذاكرة أو ما أشبه ذلك، ولا يكون في مجالسنا ولا في مجتمعاتنا شيء من الخنا ولا من الزور ولا من المنكر ولا من الآثام، ولا نحضر مجالس اللهو والبطالة، ولا نخوض فيها فتفقدنا فإذا قنع -إن شاء الله- استمر معهم، نعم.
س: سائل يقول: بقي علي صيام من شهر رمضان أفطرتها على أثر مرض ألم بي وانقضى العام ولم أقضه، فما هو الواجب علي؟
لقد أهملت وفرطت حيث مضى عليك سنة أو أحد عشر شهرا، وأنت لم تصم هذه الأيام، الواجب عليك أن تتدارك من الآن أن تتدارك تلك الأيام التي من الرمضان الذي دونه رمضان وتصومها بسرعة، وعليك مع الصيام إطعام عن كل يوم طعام مسكين عن تفريطك –هكذا- قال ذلك بعض السلف نعم.
س: السؤال: ما حكم الإسلام فيمن يحاول تغيير التقويم من الهجري إلى الميلادي ؟
نرى أن ذلك خطأ؛ وذلك لأن التأريخ الميلادي هو تأريخ النصارى يعني: يؤرخون بميلاد عيسى -كما يقولون- تأريخ للنصارى، ونحن نعتقد أن دين النصارى محرف ثم أيضا شريعة عيسى منسوخة بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فالتأريخ بهجرته يذكر بشريعته، فالذين يحاولون قلب التأريخ إلى التأريخ الميلادي كأنهم يرغبون عن شريعة محمد ويريدون أن ينضموا إلى النصارى الذين ديانتهم منسوخة، أو شريعتهم منسوخة أو ما أشبه ذلك، هذا من جهة، وقد يتعللون بأن الأشهر القمرية التي نحن نؤرخ بها تختلف يعني: يأتي هذا الشهر تارة في الشتاء وتارة في الصيف ونحو ذلك يقولون بخلاف الأشهر الشمسية التي يؤرخ بها النصارى في أشهرهم التي الأشهر التي بالتاريخ الميلادي.
فأولا نقول: لا حاجة بنا إلى أشهرهم فإن عندنا أشهر شمسية نستطيع أن نؤرخ بها، ونعرف بها التأريخ، ولا تختلف ولا يحصل فيها تقدم ولا تأخر وهي البروج المذكورة المشار إليها في القرآن: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وهي الحمل والميزان والعقرب والقوس والجدي إلى آخره اثني عشر برجا عدد أيامها كعدد أيام الأشهر الإفرنجية التي هي أيلول إلى آخره هذه أشهر وهذه أشهر وعددهم متفق، فإذا أردنا أن نعرف التوقيت بالشمس فعندنا البروج الشمسية البروج، وإذا أردنا أن نعرفها بالقمري فعندنا الأشهر الهلالية.
س: السؤال: هل يخل بعقيدة المسلم أن يحتاط من العين مع ثبوتها بالسنة وهل يخالف ذلك التوكل على الله؟
ورد في الحديث: العين حق ولو كان شيء سابق للقدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا والعين هي عين الإنسان التي تصيب الأشياء فتتلفها، ولا تحصل إلا بإذن الله وبقدره، وكيفيتها الله أعلم بها إلا أنها مجرد أن بعض الناس تكون نفسه شريرة فتنبعث منها عند تسممها مواد سامة ضارة تصل إلى ذلك المعين؛ فتحدث فيه أحداثا بإذن الله فيتألم فنقول لك: أن تحتاط، ولك أن تبذل الأسباب التي تقيك من شره فمن ذلك الاستعاذة فقد كان النبي عليه السلام يعوذ الحسن والحسين يقول: أعيذكما من الجان وعين الإنسان وثبت بالرقية أنه كان يرقي يقول: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك .
فإذن يأتي بهذه الأدعية والأسباب التي تقيه مع معالجة ذلك إذا وقع فإنه إذا اتهم إنسانا يطلب منه أن يغسل له كفيه أو ثوبه أو نحو ذلك؛ لقوله في الحديث: وإذا استغسلتم فاغسلوا .
س: سائل يقول: حينما شكى بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إشكال الشيطان وإشغاله لهم في الصلاة أمرهم بالتعوذ منه والنفث ثلاثا ما هي كيفية النفث عند التعرض لهذا الموقف في الصلاة ولو تكرر ذلك كثيرا؟
قبل ذلك على الإنسان أن يستعيذ من الشيطان عند ابتداء الصلاة قبيل القراءة، وعليه أن يحرص على إحضار قلبه لما يقوله في صلاته إذا قرأ تأمل ما يقرأ، وإذا دعا تأمل ما يدعو به، وإذا ذكر الله تأمل معاني الأذكار التي يدعو بها حتى ينشغل بتأمل ذلك عن وساوس الشيطان.
ثانيا إذا ابتلي وقعت من هذه الوسوسة فإن عليه أن يجدد الاستعاذة ولو بقلبه يستعيذ ولو بقلبه وينفث عن يساره ثلاثا، والنفث هو النفخ مع قليل من الريق نفخ مختلط بشيء، أو بقليل من الريق هذا هو النفث وهو الذي يستعمل في القراءة على المريض أن ينفث عليه ونحو ذلك، فلعل ذلك يكون مانعا له من الشيطان.
س: سؤال هل يجوز للمرأة أن تكشف عن زوج ابنتها؟
نعم زوج ابنتها من محارمها فلها أن تكشف له.
س: سائل يقول: هل لبس القفازات السوداء بالنسبة للمرأة إذا خرجت من بيتها أمر مشروع؟
سبق سؤال في مثل هذا قلنا: نعم. إذا خرجت فإنها تلبس قفازا سواء أحمر أو أسود؛ ليستر كفيها عن الناظرين وهو أفضل نعم.
س: سمعنا أن أو سمعنا من الناس أن الجن لا يدخلون في أي إنسان وأنهم لم يسبق دخول أحد في رجل أو امرأة من الإنس فما صحة ذلك؟
ليس بصحيح بل مشاهد أن الجن يلابس الإنس ويدخل فيه وينطق على لسانه فالرجل تلابسه امرأة، والمرأة يلابسها رجل من الجن، واستدل على ذلك بقول الله تعالى : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ والمس هو الجنون، وهو أن الإنسان إذا كان مصروعا فإنه يقوم ويقعد ويسقط ذلك هو المصروع وسمي بذلك سمي شيطانا؛ لأن الجني الذي يلابسه هو من شياطين الجن.
والأحاديث كثيرة من ذلك: أن امرأة كانت تصرع وتتكشف فشكت إلى النبي عليه السلام فقال: اصبري ولك الجنة فقالت: ادعو الله ألا أتكشف فدعا لها تصرع، والصرع هو ملابسة الجن، والأدلة والوقائع كثيرة يعني يشاهد أن الجن إذا صرع المرأة وضيق عليه نطق وتكلم بكلام معروف أنه ليس كلامها، ولا تعرف أشياء منه المرأة لا تعرف أشياء من ذلك كالكلام الذي يسمع منها عندما ينطق الجان الذي لابسها وإذا خرج منها وسئلت قالت: ما سمعت بهذا ولا أعرف هذا ولا نطقت به ولا أتذكره، وإذا فارقها أحس بفراقه كما هو مشاهد.
هذا من جهة من جهة ثانية: أن الشياطين والجن والملائكة أرواح خفيفة وهذه الأرواح لها نفوذ في الأجسام، فالشيطان قد أخبر النبي عليه السلام بنفوذه في الأجسام يقول: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم يدخل معه ويجري معه بلحمه ودمه ويلابسه حتى يصل إلى قلبه الذي يوسوس في صدور الناس، وكذلك الجن أرواح خفيفة لها نفوذ، فالإنسان مركب من روح وجسد ما دامت الروح في هذا الجسد فإنه يتحرك، وإذا خرجت الروح إن خرجت روحه مات بقي جسدا لا روح فيه لا حركة فيه هذه الروح هل نحن نراها؟ الجن كذلك لا نراهم، كما لا نرى الروح التي هي روح الإنسان عندما تخرج، كما لا نرى الملائكة ونحن نصدق بهم؛ لأنهم أرواح، كما لا نرى الشياطين أيضا التي أخبر النبي -عليه السلام- بوجودهم وأخبر الله ولا نراهم.
فإذن الجن كذلك أرواح خفيفة لها حركة، وإن كنا لا نراها ولها نفوذ في الأجسام الخفيفة؛ فكما أنهم يدخلون في الأرض هذا التراب فكذلك ينفذون في جسد الإنسان نعم.
س: البعض من الناس يعتقد أن من صام يوم عرفة أو يوم عاشوراء في سنة من السنوات وجب عليه أن يصومها في بقية السنوات المقبلة فما صحة هذا القول؟
لا يصح؛ لأنها تطوع هذا صوم عرفة وصوم عاشوراء أو ما أشبه من الأيام الفاضلة إنما هي تطوع، فالإنسان إن أحب أتى بها تطوعا، وله أجر التطوع وإن ثقلت عليه أو لم يناسب فلا يلزم بذلك فله أن يصومها عاما ويتركها عاما في بعض المناسبات أو الأعذار أو نحو ذلك، وهكذا بقية التطوعات من صام ستا من شوال في سنة ثم تركها في سنة لمانع أو لعذر أو نحو ذلك لا يلام على ذلك، ولا يقال: إنك أخطأت ولا أنك فعلت وفعلت وهكذا بقية التطوعات.
س: ما حكم مس القرآن الكريم وقراءته للحائض والنفساء والجنب ؟
لا يجوز؛ لقوله تعالى: لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ؛ لكن رخص فيه للنفساء إذا طال نفاسها –مثلا- وخافت أن تنسى شيئا من القرآن أو نسيت آية تريد أن تحفظها وشق عليها فلها أن تفتش عن الآية، وتقرأها فأما الجنب وكذلك الحائض فليس لهم مس المصحف.
س: عندما يقرأ المصلي من السنة أن يرفع يديه بالدعاء لله فإذا انتهى من دعائه فله أن يمسح وجهه بيديه أم ماذا يفعل؟
له ذلك -إن شاء الله- ورد في رفع اليدين في الدعاء اثنان وأربعون حديثا جمعها السيوطي وهي مطبوعة في نسخة اسمها فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء وأما مسح الوجه باليدين فورد فيهما حديثان فيهما مقال، ولكن فعل ذلك كثير من السلف فكونه مأثورا ومشهورا عند السلف عند الصحابة والتابعين ونحوهم يدل على أنهم تلقوا ذلك وعرفوه من السنة.
س: ما حكم تعليق اللوحات التي كتبت عليها آيات قرآنية في المجالس وغير ذلك؟
أرى أنه لا بأس بذلك؛ لأن فيها فائدة والذين كرهوها وعللوا بأنه يجتمع في هذا المجلس صخب ونصب وكلام ولغط ونحو ذلك نقول: كذلك أيضا إذا كان في هذا المجلس كتب علم إذا كان في هذا المجلس مصاحف لا ينافي أنهم يتكلمون ويرفعون الأصوات ونحو ذلك، فنقول: إن في نصبها لفتا للأنظار وتنبيها للأفكار وتذكيرا لمعانيها فإذا رأوها –مثلا- تذكروا ما دلت عليه، فازداد تذكرا أو حملهم ذلك على تفهم معناها أو العمل بمقتضاها.
س: ولكن الغالب ما توضع هذه الآيات لتزيين الحائط والجدار؟
هذا مقصد؛ ولكن هناك من يقصد الاستفادة منها، فنحن إنما نتكلم على من يقصد الاستفادة، يقصد أنها تذكير ينصبها عند الباب أو في المداخل أو في المجالس؛ لاشتمالها على معاني مفيدة كتذكيرهم بالله: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ وكذلك التذكير بمخلوقات الله كقوله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا أو ما أشبه ذلك وهكذا المعاني الأخرى.
س: ما حكم زوجة تطلب من زوجها الطلاق في كل حين وفي أتفه الأسباب وأقلها؟
ورد حديث: أيما امرأة سألت الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة المرأة إذا رزقت زوجا مناسبا وصالحا، وليس عليها شيء من الضرر، ولا المضايقة وقد كملت عليها الخيرات والنفقات والواجبات فلا يجوز لها سؤال الطلاق والحال هذه.
س: امرأة أحرمت بالعمرة فلما دخلت إلى مكة أتتها العادة ولم تستطع الطواف والسعي وخرجت مع أهلها ورجعت إلى الرياض فما الواجب عليها؟
إذا طهرت رجع بها أحدهم وكملت عمرتها، ولا يجوز لزوجها أن يجامعها حتى تكمل عمرتها فهي باقية على الإحرام ولو مكثت سنين لا يجوز لها أن تقلم أظفارها ولا تقص من شعرها ولا تتطيب ولا يمسها زوجها ولا تصيد صيدا إلى آخر المحظورات، فكونهم لم ينتظروا وقالوا: نحن مستعجلين لا ننتظر طهرها. نقول: ارجعوا بها؛ ولكن بعدما تطهر يرجع بها واحد، ثم إذا كملت حجها ترجع أو عمرتها.
س: سائل يقول: حبذا لو حدثتمونا عن مذهب الشيعة وموقفنا منهم وطريقة معاملتنا معهم ؟
الشيعة: الشيعة يسمون أنفسهم شيعة يقولون: نحن شيعة علي يعني أعوانه الذين نحبه، وفي الأصل أنه كان في الكوفة قوم يحبون عليا ويبالغون في حبه؛ لأنه لما كان بالكوفة يحسن إليهم ويعطيهم فهم يحبونه، ولما استولى بنو أمية وأظهروا لعنه وشتمه صار هؤلاء الذين هم شيعته يتألمون مما يسمعون، فصاروا يجتمعون فيما بينهم ويتحدثون بفضائل علي حتى يردوا بذلك على من يبغضه من أعوان بني أمية، وينشرون فضائله فيما بينهم، ثم إنه دخل بينهم بعض الجهلة الذين صاروا يكذبون فصاروا يضعون أكاذيب في فضائله لا يصدقها عاقل، ثم جاء آخرون فقرءوا تلك الأحاديث التي في فضائله التي فيها شيء من المبالغة؛ فقالوا: كيف يكون له هذه الفضائل وله هذه الميزات ومع ذلك لم يكن هو الخليفة؟ إذن هو مظلوم إذن قد ظلمه الصحابة، وقد أخذوا عنه ما يستحقه إذن فأبو بكر وعمر وعثمان والصحابة الذين قاتلوه، أو الذين لم يعطوه حقه ظلمة لماذا لا نتبرأ منهم فتبرءوا منهم، وكفروا أكابر الصحابة بسبب هذا الجهل الذي أوله قصد حسن وهو إظهار فضائله، ونتج من ذلك أكاذيب أدخلها بعضهم لأجل الزيادة في فضله، وفي رفعة منصبه، ونتج من ذلك أن جاء آخرون يجهلون الحقيقة، ويعتقدون أن هذا حق وصدق، فقالوا: إذن هو أحق من غيره بالولاية هو الخليفة هو الإمام فأظهروا البراءة من غير علي أظهروا البراءة من الصحابة وقالوا: نحن نواليه ونعادي غيره ولا ولاء إلا ببراء- كما يقولون- فصار من عقيدتهم التقرب بلعن الصحابة ما عدا عليا وأهل بيته وأربعة أو خمسة من الصحابة كعمار وسلمان وصهيب ونحوهم من الموالي.
أما بقية الصحابة فعندهم أنهم كفار وضلال فنقول: جاء بعد ذلك آخرون فقالوا: هذا القرآن الذي تقرءونه لماذا لا نجد فيه فضائل علي ولماذا لا نجد فيه أنه هو الخليفة وهو الوالي، فقالوا: أو قال بعضهم لعل الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان لعلهم قد حرفوه وقد خانوا فيه، وحذفوا منه فضائل علي وما أشبه ذلك، زين لهم وسول لهم الشيطان هذه العقائد الفاسدة؛ فأصبحوا يكفرون الصحابة جملة إلا هؤلاء القليل، ويطعنون في القرآن، ويزعمون أن الصحابة حرفوه وأنهم حذفوا نحو ثلثه، وما أشبه ذلك.
فما دام أنهم كذلك فإنهم كفار، فإن من ادعى أن القرآن ليس بمحفوظ، وقال: إنه محرف وإنه محذوف منه وأنكر ما فيه من فضائل الصحابة، وأنكر منه آية أو كلمة اعتبر كافرا فيكفرون؛ لأجل طعنهم بالقرآن، ويكفرون لأجل ردهم السنة أحاديث الصحيحين أغلبها عن أبي بكر وعن عمر وعن عثمان وعن عائشة وعن حفصة وعن أبي هريرة وعن جابر وعن أنس ونحوهم هؤلاء عندهم كلهم كفار يردون أحاديث البخاري وأحاديث مسلم ونحو ذلك فإذا لم يكن عندهم الكتاب ولا السنة فماذا عندهم كتبهم؟! إنما هي مملوءة بالأكاذيب التي يمجها السمع.
فإذن الذين لا يقرون بالقرآن ولا بالسنة، كيف يحكم بأنهم مسلمون؟ ولو ادعوا أنهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولو ادعوا أنهم يقرءون القرآن، وأنهم يؤمنون بالبعث وأنهم يصدقون بالجنة والنار، ما دام أنهم لا يتبعون الكتاب ولا السنة فضلا عن لعنهم الصحابة فضلا عن براءتهم منهم فضلا عن أعمالهم الأخرى السيئة لا شك أنه والحال هذه ليسوا بمسلمين.
س: سؤال يقول: أرجو التكرم بإيضاح النصاب في الذهب وهل الذهب الذي يلبس فيه زكاة؟
إذا كان الذهب غاليا، فإنه تقدر قيمته بالدراهم المعروفة ونصاب الدراهم المعروفة نحو خمسمائة يعني نصابه من الفضة ستة وخمسون ريالا عربيا، لكن الريال العربي الآن قليل، ولا يوجد إلا عند الصيارف، ولا يبيعونه إلا بعشرة أو نحوها، فإذن النصاب نحو خمسمائة من الدراهم الورقية؛ فإذا كان الذهب قيمته خمسمائة فإنه نصاب، ولو أنه خاتم واحد إذا كان عند المرأة خاتم قيمته خمسمائة أو خاتمان فإن فيه الزكاة ولو أنه لم يبلغ النصاب بالذهب لو رخص الذهب قدر أنه رخص وأصبح –مثلا- الجنيه يساوي خمسة دراهم ريالات أو ما أشبهها فإنه إذا بلغ أحد عشر جنيها ونصفا ففيه الزكاة نعم.
س: وهل الذهب الذي يلبس فيه زكاة؟
فيه خلاف بين العلماء، والذي نختاره أن فيه الزكاة.
س: امرأة تقول: كل شهر تأتيني العادة لمدة طويلة وهي خمسة عشر يوما، فهل يجوز لي في تلك الفترة ترك الصيام والصلاة أم ماذا أفعل؟
نعم. إذا كانت معتادة كل شهر يأتيها الحيض ويستمر معها خمسة عشر أوله مثل آخره فإنها تعتبر كلها حيض، فلا يجوز لها أن تصلي -والحال هذه- حتى تطهر؛ لأن العلماء ذكروا أن أكثر الحيض خمسة عشر يوما، فإن كان آخره متغيرا أو أنه ينقص في بعض الأزمنة أو في بعض الأشهر فإنها إذا رأت الطهر تصلي.
س: إذا ولد الطفل وتوفي بعد ساعات هل يلزم تسميته والتميمة له؟
نرى أنه لا يلزم؛ ولكن يسمى، يعني: لا يلزم ولكن يجوز ويفضل وإن ترك فلا بأس.
س: قرأت في بعض الكتب أن من الأحسن أن تودع السنة بالصيام أي: أن يكون آخر أيامها صياما، وأن تستقبل السنة الجديدة بصيام فهل هذا صحيح؟
ما سمعت بذلك؛ ولكن يعني: ختام العام واستقبال العام بالأعمال الصالحة يدل على اهتمام بالعمر وبالحياة، فلا بأس بذلك إن شاء الله.
س: سائلة تقول: رضعت من امرأة وكانت مع رجل ثم طلقها هذا الرجل وتزوجت بآخر، ثم رزقها الله بأولاد فهل الأولاد يكونون إخوة لي من الرضاعة؟
نعم أولادها من الزوجين إخوتها من الرضاعة؛ لأنهم أولاد أمها وأولاد الزوج الأول الذي رضعت، وهي في ذمته أولاد الزوج الأول من زوجاته كلهن يصيرون إخوتها من الرضاعة؛ لأنهم أولاد أبيها الذي رضعت من اللبن المنسوب إليه.
س: أنا شاب أحب الله ورسوله ولكن أفعل بعض المعاصي فهل يتعارض ذلك مع حبي لله ولرسوله؟
عليك أن تحقق المحبة، المحبة لها آثار وعلامات تحقيقها هي الطاعة، وأما مع المخالفة والمعصية فإن ذلك نقص في المحبة؛ ولذلك يقول بعضهم: لما سئل متى أحب ربي؟ قال: إذا كان ما يبغضه أمر عندك من الصبر، يعني: إذا كنت تحبه فإنك تبغض معصيته، وتحب طاعته فعلى كل حال احرص على تحقيق المحبة التي يكون من آثارها بغضك للمعاصي وحبك للطاعات نعم.
س: هل الماشية التي يصرف عليها طعام يلزمها الزكاة؟
لا يلزمها إذا كانت لا ترعى أصلا، إذا كانت محجورة، محجوزة أكثر من ستة أشهر لا تخرج من الحائط وإنما يصرف لها؛ فإنها لا زكاة فيها أما إذا كانت تطعم وترسل إلى البراري وتأكل من الشجر ومن يابس النبات، ونحو ذلك ولو قليلا ولو أنه لا يكفيها فإنها تزكى.
س: إذا طهرت المرأة من النفاس قبل الأربعين وانقطع عنها الدم خلال عشرة أيام ثم رجع مرة أخرى هل يعتبر هذا حيض أم عادة أفتونا في ذلك؟
تختلف الأحوال باختلاف النساء فإذا كان لونه كلون دم الحيض سواء، ولم ير علامات الانقطاع التام فإنه يعتبر دم نفاس، أما إذا كان الدم الثاني متغيرا في اللون أو في النقص ليس كالدم المعتاد؛ فإنه يعتبر استحاضة، فالحاصل أنها لو قدر أنها بقي معها الدم عشرة أيام دم النفاس ثم انقطع انقطاعا كليا فإنها تصلي ثم بعد أسبوع رجع إليها دم لونه كلون الدم الأول، فإنها تترك الصلاة وتترك أيضا الصيام؛ لأنه يعتبر ما انقطع انقطاعا كاملا، فأما إن كان الدم المتجدد متغير اللون فلا يردها عن الصلاة والصيام، يعني: متغيرا عما كان عليه نعم.
س: هل يجوز الأخذ من مزرعة دخلتها بغير إذن مالكها إذا كنت لست بحاجة ماسة إليه؟
لا يجوز دخول أملاك الناس بلا إذنهم إذا كانت محجورة، إذا كان عليها شباك أو جدار منيع فلا يجوز لك أن تدخل مزرعة أو بستان إنسان قد أحاطها بحائط وأغلق أبوابها، أما إذا كانت على الطريق وليس عليها حائط ولا حاجز ولا غير ذلك ومررت وأنت عابر سبيل والشجر مثلا النخل أو نحوه فيه ثمر يمكنك أن تتناوله بيدك فلك أن تأكل ولكن لا تحمل شيئا، لك أن تأكل في بطنك، ولا تحمل في يدك ولا في مخبئك شيئا، هذا إذا لم يكن عليها حائط.
أما الزرع ونحوه فزرع قد لا يكون مأكولا، لكن قد يوجد قبل اشتداده ما يؤكل فريكا أجاز بعضهم الأكل منه إذا لم يكن عليه حائط، ولكن الأفضل الترك؛ لأنه لم يكن معتادا ولا يقاس بالرطب نعم.
س: هل يجوز إظهار الزينة بين النساء وأن تظهر المرأة شعرها وبعض جسمها وهي متزينة أمام النساء؟
المرأة ليس لها عورة عند المرأة الأخرى، يجوز لها أن تبدي ما تبديه عند محارمها من الوجه والنحر والصدر والعضد ونحو ذلك، وإبداء الزينة عند النساء والشعر وما أشبهه لا يعتبر، لا يسبب للمرأة فتنة أو نحو ذلك.
س: كثير من الأسئلة تسأل عن حكم الاستماع إلى الأغاني سواء في تلفاز أو في إذاعة بالتفصيل؟
الأغاني محرمة وقد توسع العلماء قديما وحديثا بالكتابة فيها، وبينوا الأدلة على تحريمها فنحيلهم إلى ما كتبه العلماء وأفضل من كتب فيها ابن القيم في كتابه الذي هو إغاثة اللهفان في الجزء الأول كتب نحو ثلاثين صفحة فيما يتعلق بأدلة الغناء وأدلة تحريمه، فعلى المؤمن أن يطالعها ليقنع وإذا كانت محرمة فسواء كانت في تلفاز أو في أشرطة أو في إذاعات أو من صوت إنسان أو ما أشبه ذلك ويلحق بها كل الملاهي كالطبول والطنبور وآلات اللهو المزامير والمعازف، وما أشبهها نعم.
س: سائل يقول: إمام قصر الصلاة بالمصلين والجميع مسافرون؛ ولكنه لم يخبرهم بأنه سوف يقصر الصلاة، وهناك أحدهم أي: أحد المصلين لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته فما حكم صلاته وصلاة المأمومين الذين لم ينو القصر؟
ما داموا مسافرين كلهم فلهم القصر، وهذا الذي لم ينو يمكنه أن يجدد النية إذا رأى الإمام قد سلم، وإذا سلم الإمام وأحد المصلين لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم أمكنه أن يصلي عليه، ولو بعدما سلم يعني في الصلاة العادية لو أن إنسانا إماما سريعا سلم قبل أن تقول: اللهم صل على محمد إلى آخره فلا تسلم حتى تقول: اللهم صل على محمد وآل محمد ثم بعد ذلك تسلم.
س: سؤال يقول: كيف يكون إنكار المنكر بالقلب ؟
يعرف ذلك بآثاره، القلب خفي ولكن آثاره، فمن آثاره أن تبغض مجالس المعاصي، وأن تهجر العصاة وأن تمقتهم وتحذرهم وتحذر من شرهم، أما الذي يجالسهم ويضاحكهم ويمازحهم، وهم على معاصيهم على خمورهم وعلى زمرهم وعلى لهوهم وباطلهم، ثم يقول: إني أنكر بقلبي فإنا نقول: لست بصادق.
س: ما حكم دخول المرأة الحائض إلى المسجد من أجل سماع المحاضرة أو الخطبة ونحو ذلك؟
لا يجوز، لكن إذا كان هناك بعض الملحقات يجوز الملحقات التي في جوانب المسجد كمكتبة –مثلا- أو مكتب أو حجرة في جانب من جوانب المسجد أو غرفة فوق جانب من جوانبه فللمرأة أن تدخلها؛ لأنها لا حكم لها، لا تعطى حكم المسجد.
س: هل يشترط الجلوس في التشهد أو لتشهد واحد فقط في صلاة الوتر إذا كان خمس ركعات، أم من يجلس بعد كل ركعة ثانية، وهل القنوت من شروط صحة الوتر؟
الوتر العدد الفرد، فإن صلاه ركعة فهي وتر، وإن صلاه ثلاثا فالسنة أن يسلم من الركعتين، ثم يسلم من الركعة، وإن سرد الثلاث فهو وتر، وإن صلاه بخمس سردا فهو وتر، فإن صلى ركعتين ثم سلم ركعتين ثم صلى ركعة ثم سلم فهو وتر، وإن صلاه سبعا سردا فهو وتر، وإن سلم من كل ركعتين ثم سلم من السابعة فهو وتر، وكل ذلك جائز إن شاء الله، والقنوت سنة وليس بواجب.
بهذا السؤال نكتفي ونعتذر للإخوة الذين لم تعرض أسئلتهم؛ لضيق الوقت وكثرة الأسئلة المطروحة فنشكر لكم حضوركم ونشكر لفضيلة الشيخ حضوره واستجابته في تلبية رغبة الإخوان المسلمين للاستفادة والإفادة، ونسأل الله سبحانه أن يوفقنا إلى فعل كل خير، وأن يصلح النيات والذريات إنه ولي ذلك والقادر عليه سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

line-bottom